مبادرة "20 في 2020" تساهم في تحسين جودة المياه ضمن المجتمعات الريفية بمدغشقر

أخبار بيئية

أبوظبي، الإمارات العربية المتحدة-الاثنين 30 نوفمبر 2020 [ ايتوس واير ]

أعلنت المبادرة الإنسانية "20 في 2020" التي تقودها دولة الإمارات عن قيامها مؤخراً بتركيب نظم ترشيح المياه "سيف ووتر كيوب" في خمس مناطق ريفية في مدغشقر، وذلك بهدف معالجة مشكلة عدم توفر مياه صالحة للشرب في هذه المنطقة وبالتالي المساهمة في تحسين جودة الحياة اليومية لنحو 8500 شخص.

وتستخدم نظم "سيف ووتر كيوب" تقنية تعمل على ترشيح المياه السطحية. وهذه النظم من تطوير "أغير انسمبليه"، وهي منظمة غير ربحية بارزة مقرها فرنسا، وكانت قد وصلت لقائمة المرشحين النهائيين عن فئة المياه في دورة جائزة زايد للاستدامة لعام 2019.

وقد تم تركيب أربعة نظم لترشيح المياه في مدارس تشمل "سانت جوزيف" في أنتسيراب، ومدارس في كل من فوهيتتراريفو وأمبوهيجافي وأمبوهيجافي تالاتا أندرايكيبا، والتي يمكن أن يستفيد منها أيضاً السكان المحليين لهذه القرى. كما تم تركيب نظام آخر ضمن مستشفى في قرية أندرايكيبا لتوفير مياه صالحة للشرب للمرضى وكوادر الرعاية الصحية.

ويتضمن هذا الحل المبتكر الذي يُوفر مجاناً تقنية ترشيح مياه فعّالة ومتنقلة وتعمل على تنقية المياه السطحية (الأنهار وبرك المياه والآبار والمياه المالحة) وجعلها صالحة للشرب في خمس خطوات، وذلك عن طريق إزالة الفيروسات والبكتيريا التي تسبب الأمراض كالإسهال والدوسنتاريا والكوليرا والتهاب الكبد وتمكّن التقنية من الحصول على 1000 ليتر من الماء في الساعة دون الحاجة إلى وجود مصدر للطاقة أو عمليات صيانة، وبدون استخدام أية مواد كيميائية.

وبحسب بعض الدراسات الدولية، يفتقد أكثر من 58% من السكان في مدغشقر لإمكانية الحصول على مياه صالحة للشرب، في حين أن نحو نصف المنازل فيها غير مزودة بمرافق نظافة صحية.

وترسيخاً لإرث الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في مجال العمل الإنساني، تقوم مبادرة "20 في 2020" بالتبرع بحلول تقنية مستدامة لتحسين الظروف المعيشية لمجتمعات موزعة ضمن 20 دولة. وهذه الحلول من تطوير مبتكرين كانوا من الفائزين أو المرشحين النهائيين لجائزة زايد للاستدامة.

وأوضح معالي أحمد بن علي الصايغ، وزير دولة رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، إحدى الجهات المؤسسة للمبادرة، أن مشروع مبادرة "20 في 2020" في مدغشقر يمثل مشروعاً حيوياً يسهم في تحسين جودة الحياة وتلبية احتياجات المياه الأساسية ضمن عدد من المجتمعات النائية، وذلك عبر توفير حلول مبتكرة ومستدامة تساهم في إحداث تأثير إيجابي ملموس على المستويين الصحي والمعيشي.

وأكد معاليه أن برنامج المبادرة يتماشى مع أجندة الاستدامة الوطنية لدولة الإمارات، فضلاً عن مساهمته في ترسيخ إرث الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، ورؤيته الملهمة في مجال العمل الإنساني والسعي لمساعدة المجتمعات على تحسين ظروفها المعيشية من خلال توظيف التقنيات والحلول المستدامة.

وأعرب معاليه عن سعادته بالعمل من جديد بشكل وثيق مع الشركاء لتوفير مبادرات هادفة تسهم في بناء عالم أكثر استدامة وينعم بمزيد من الصحة.

من جهته قال معالي فونجي أندريامانغا، وزير الطاقة والمواد الهيدروكربونية في مدغشقر: "تشكل مسألة تعزيز حلول معالجة المياه في المناطق الريفية سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي أولوية مهمة بالنسبة للحكومة في مدغشقر، والتي تلتزم بالمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالمياه والنظافة الصحية. ولا شك أن الدعم الذي توفره مبادرة "20 في 2020" من شأنه مساعدتنا في جهودنا الرامية إلى تحسين جودة الحياة في مختلف المناطق النائية بالدولة".

وأضاف معاليه: "تتقدم الوزارة والحكومة في مدغشقر بجزيل الشكر والامتنان إلى القيادة في دولة الإمارات، وجائزة زايد للاستدامة، والشركاء في مبادرة "20 في 2020" لتقديم هذه الحلول المهمة التي تحدث نقلة نوعية في حياة الناس، وإننا نتطلع إلى مزيد من التعاون معاً في المزيد من المشاريع المستدامة مستقبلاً". 

وبإمكان الآن الآلاف من سكان القرى ومرضى المستشفيات والعاملين في المجال الصحي في منطقة فاكينانكاراترا بمدغشقر تجنب العديد من الأمراض المنقولة عبر المياه وغيرها من المشكلات الصحية الناجمة عن المياه الملوثة، وذلك من خلال توفير إمكانيات جديدة تساعد في تحسين مستويات النظافة، وهو أمر أساسي نظراً لأهمية غسل اليدين للوقاية من انتشار فيروس كورونا. ويأتي هذا المشروع بعد تركيب أنظمة ترشيح المياه "سيف ووتر كيوب" في قرى بريك توال وميت كلار وبيك كانتيل بكمبوديا في سبتمبر الماضي، والتي أتاحت إمكانية الحصول على مياه نظيفة لنحو 5000 شخص يوميًا.

وتضم مبادرة "20 في 2020" مجموعة متنامية من الشركاء البارزين والتي تشمل سوق أبوظبي العالمي، وصندوق أبوظبي للتنمية، ومبادلة للبترول، ووزارة التسامح والتعايش، ومصدر. وكانت مجموعة ماجد الفطيم قد انضمت للمبادرة في وقت سابق من هذا العام لدعم الجهود التي تقوم بها في مصر والأردن.