كيرالا، الهند-(بزنيس واير/"ايتوس واير"): بالتزامن مع تغير الفصول، يشكّل تطهير أجسامنا من التلوث ومساعدتها على التجدد والاستمتاع بروح إزالة السموم مصدر إلهام كبير بالنسبة لنا اليوم أكثر من أي وقت مضى. وبما أنّ صحتنا باتت حالياً من الأولويات المهيمنة على أي شيء آخر وبما أن اكتساب مناعة عالية هو الهدف المطلق، قد يكون الملاذ العلاجي في "أيوسمات" بمثابة الخيار الملائم نحو تحقيق تطلعاتنا الصحية.
يعدّ "أيوسمات" مركزاً عائلياً للضيافة والعلاج الطبيعي يقوده كلّ من الدكتور ساثيش بابو، الحائز على بكالوريوس في العلاج الطبيعي وعلوم اليوغا(المدير الطبي) والدكتورة أبارنا ساثيش الحائزة على بكالوريوس في العلاج الطبيعي وعلوم اليوغا (الرئيسة التنفيذية للشؤون الطبية)، يعتمد نهجاً مخصصاً ورعاية شخصية. ببساطة، يشكّل مركز "أيوسمات" جهداً لتصحيح نمط الحياة الحديث. يهدف "أيوسمات" إلى توفير علاج تركيبي من خلال دمج أنظمة الطب الطبيعي التي تم اختبارها مع مرور الوقت مثل العلاج الطبيعي واليوغا. ويوفر المركز تجربة منزلية فعلية بعيداً عن المنزل من خلال ملاذ علاجي يلبي احتياجاتكم الصحية الفردية.
لكن أولاً، ما هو تعريف الصيام العلاجي، هل يُعتبر أكثر من مجرد تعبير رائج وشائع؟ تقدّم لنا الدكتورة أبارنا ساثيش، الرئيسة التنفيذية للشؤون الطبية في مستشفى "أيوسمات" للعلاج الطبيعي واليوغا، إرشاداتها حول عملية الصيام العلاجية الكاملة.
وتشرح الدكتورة أبارنا قائلة: "غالبًا ما تكون أفضل وسيلة لاستعادة الصحة هي الصيام العلاجي، لأنه يسمح للجسم بإنتاج استجابة علاجية فسيولوجية فريدة لا مثيل لها. يُعرَّف الصيام العلاجي بالابتعاد التام عن جميع المواد باستثناء المياه النقية في بيئة مريحة. عندما يتمّ تزويد الجسم بالمستلزمات الصحية، بما في ذلك النظام الغذائي السليم، والبيئة الملائمة، والنشاط، وعلم النفس، يصبح من الممكن الحفاظ على الصحة المثلى. وفي حال لم تتم تلبية هذه المتطلبات بشكل كافٍ، فمن دون شك ستعاني صحتنا من أضرار جسيمة."
إنّ مفهوم تطهير وتنقية الأجسام موجود منذ قرون لغاية يومنا هذا. ولا تزال بعض تقنيات إزالة السموم القديمة قيد الممارسة اليوم، بما فيها الصيام، وحمامات البخار، واستخدام الفرشاة الجافة للجسم، والتمارين التنفسية من خلال القفز، والأعشاب، والمياه، والراحة، والتأمل، والتمارين الرياضية.
لقد سمعنا عن الخيارات الصحية الشاملة. يميل الناس إلى اعتبارها اتجاهاً حديثاً بدلاً من تحول من منظور ثقافي. غير أنه، حتى مع استخدام تقنيات الصيام العلاجية الحديثة، كلما تحوّل الناس نحو طرق الرعاية الصحية الشاملة والطبيعية، كلما عادوا أكثر للاعتماد على الممارسات الكلاسيكية. يساهم الصيام العلاجي بالتخفيف من آلام صحتكم الجسدية وتسهيل بلوغكم مستويات تركيز أفضل. لكن لماذا تحتاجون إليه في المقام الأول؟
وفقًا للدكتورة أبارنا، "تتمتع أجسامنا بقدرة استثنائية على التكيّف، وتتولى تنظيم الوظائف الحيوية بسهولة - من درجة الحرارة إلى معدل ضربات القلب - وتعمل باستمرار على الإصلاح والتطهير والتجديد. غير أننا غالبًا ما نستخفّ بكيفية قيام أجسامنا بإزالة السموم التي تجتاحها بشكل طبيعي، ليس فقط من المنتجات الثانوية النموذجية للتفاعلات الخلوية ولكن أيضًا من المواد الضارة ومسببات الأمراض التي نواجهها حتمًا في حياتنا اليومية."
وتتابع الدكتورة حديثها قائلة: "مثلما يجمع أثاث منزلنا الغبار والأوساخ، كذلك جسمنا. إنّ الغبار والأوساخ المشار إليها هنا هي السموم البيئية والمواد الكيميائية التي نصادفها يومياً. السم هو مادة كيميائية أو سم معروف بتأثيراته الضائرة على أجسامنا. إن السموم موجودة في كل شيء من حولنا تقريبًا. ونحن نتعرض للعديد من هذه السموم في حياتنا اليومية، سواء عن قصد أو عن غير قصد. نستخدم الصابون والشامبو والبلسم وغسول الجسم، وتقريبًا أي مادة مليئة بالسموم، وحتى معجون الأسنان الذي يحتوي على الفلورايد - وهي مادة أخرى شديدة السميّة. نحن نعيش في عالم مليء بالسموم.
في بعض الأحيان، يصبح انتشار السموم مفرطاً في أجسامنا، فيختل توازن أعضائنا المسؤولة عن التخلص من السموم - مثل الكبد والكلى والرئتين والأمعاء والجلد، والتي نعتمد عليها للحفاظ على صحتنا. عندما يحدث ذلك، غالبًا ما تشهد أجسامنا، التي تحاول إصلاح الأضرار التي تصيبها، أعراضًا جانبية هائلة.
إلى جانب ذلك، يساهم تأثير الافراط في تناول كميات كبيرة من الكربوهيدرات والاستهلاك المفرط للزيت المكرر بدلاً من السمن النقي والسكر الزائد والوجبات السريعة في تدهور صحتنا بشكل كبير. إذ تسبب جميع هذه العادات في نهاية المطاف اختلالاً كبيراً في توازن أجسامنا.
من دون شك، شهد نمط حياتنا تحولًا جذريًا شاملاً مقارنة بالجيل السابق. لهذا السبب تؤكد الدكتورة أبارنا أيضًا على أهمية الالتهام الذاتي، وهي آلية تدمير إعادة تدوير طبيعية تُفكّك، بصورة منظّمة، المكوّنات الخلوية غير الضرورية أو المعطوبة على مستوى الخلايا لدينا. وتشكّل منهجية تسخير آلية الالتهام الذاتي هدفًا علاجيًا محتملاً للكثير من الأمراض، بما في ذلك الحالات الأيضية والأمراض التنكسية العصبية والسرطانات والأمراض المعدية. ووفقاً للتمثيل الغذائي الخاص بالفرد، قد يستغرق الالتهام الذاتي من يومين إلى أربعة أيام من الصيام. ويُعتقد أنه يبدأ عندما تنخفض مستويات سكر الدم (الجلوكوز) والأنسولين بشكل كبير.
وأوضحت الدكتورة أبارنا ساثيش الحاجة إلى المعرفة الصحيحة للآثار السلبية ووصمات العار المتداولة حول الصيام العلاجي قائلة: "يجب أن تصبح الكثير من المعلومات الواردة أعلاه نهجًا طبيعيًا في سعينا للحفاظ على صحتنا حيث يمكن أن يكون لها تأثير على الوقاية من الأمراض المزمنة وعلاجها في بلادنا والعالم بأسره. وإنني أشجع الناس على إزالة السموم من أجسادهم والسعي لاستعادة صحتهم."