أمستردام - بحسب وزارة الصحة اللبنانية، إن المستشفيات الخاصة في لبنان تشكّل 80 في المائة من المؤسسات الطبية ومراكز خدمات الرعاية الصحيّة. إلا أنه، ونتيجةً للأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي شهدتها البلاد، غادر ما يقدّر بنحو 40 في المائة من العاملين في مجال الطب، بما في ذلك حوالى 2,000 ممرّض وممرّضة، ما أجبر بعض المستشفيات على إغلاق بعض الأقسام.
وفي حديث إلى وكالة "رويترز" في مطلع العام 2022، قال فراس الأبيض، وزير الصحة اللبناني : "نحن نقترب من الانهيار الكبير للقطاع." ومع استمرار الهجرة الجماعية لطواقم الرعاية الصحية، أدت المشاكل الداخلية المتواصلة، ولا سيّما جائحة "كوفيد-19"، إلى تفاقم أعباء العمل على المستشفيات التي تعاني نقصاً في الموظفين في لبنان.
تخرُّج 42 ممرضاً وممرّضة من الجنسيتين السوريّة واللبنانية
بهدف معالجة النقص الملّح في الموظفين، يتولى برنامج أعدّته "سبارك"، وهي منظمة دولية غير حكومية تدريب الشباب من السوريّين واللبنانيّين على المهارات الطبيّة المختلفة، بتمويل من كلّ من البنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية من خلال برنامج تضامن.
ومن خلال التعاون مع "سي آي إس"- معهد التعليم والتدريب المهني الرائد في بيروت- وهو مؤسسة خاصة للتعليم العاليّ، تخرّج 42 ممرضاً وممرّضةً من الجنسيتين السورية واللبنانية منذ تموز 2021 بعد دراستهم لمنهج خاص ومكثّف عمل على تطويره أطباء ومؤسسات رعاية صحية محليّة.
"أردتُ أن أصبح طبيبةً، أو مساعدة طبيب"
عندما غادرت غدير الزهوري سوريا وجاءت إلى لبنان، اضطرّت إلى ترك كلّ شيء وراءها، بما في ذلك دراستها. قرّرت الالتحاق بدورة تمريض مكثّفة من أجل الحصول على شهادة تخوّلها إيجاد فرصة عمل. وتقول غدير في هذا الصدد: "لطالما أردتً أن أعالج الناس، سواء كطبيبة أو ممرّضة". وبصفتها ممرّضة شابة، فإنّ غدير سعيدة بتحقيق أحلامها وترغب في متابعة دراستها.
ميّاس فخورةٌ بإنقاذ الأرواح
قالت الشابّة ميّاس الحسّون: "كان قد تبقّى لي شهر واحد قبل التخرّج عندما نزحنا من سوريا إلى لبنان". وطوال خمس سنوات، لم تستطع الشابة الحصول على فرصة لإكمال دراستها، إلى أن علمت بالدورات المكثّفة التي توفّرها "سبارك" بالتعاون مع شركائها المحلّيون. وبعد تخرّجها من معهد القيروان في منطقة البقاع، عملت الشابة كممرّضة مقيمة في مستشفى الرحمن. وتعليقاً على الأمر، تقول ميّاس: "أنا فخورة بإنقاذ الأرواح".