الدوحة، قطر — يواصل برنامج "نجوم العلوم" التلفزيوني الرائد، وهو أحد مبادرات مؤسسة قطر، مساعيه لتشجيع البحث العلمي والابتكار في العالم العربي. ومع احتدام المنافسة، شهد الموسم الخامس عشر تأهل خمسة متسابقين للمرحلة التالية، وهي مرحلة التصميم، وذلك بعد عمليات تقييم صارمة ودقيقة.
وشهدت الجولتان الأخيرتان إقصاء اثنين من المتسابقين، ليبقى خمسة مخترعين سيكون عليهم العمل على تقديم نماذج اختراعاتهم أمام لجنة التحكيم. وخلال هذا الموسم، قدم المتسابقان محمد لعواشرية وعامر مطر جابر العنزي اختراعات جديدة مبتكرة في مجال تحسين رعاية الحيوانات وتحديث الرياضات التقليدية.
واستغل المتسابق الجزائري، محمد لعواشرية، تقنيات الذكاء الاصطناعي لمراقبة صحة الحيوانات في الحظائر، حيث قام بتطوير رباط ذكي لمراقبة الإشارات الحيوية للأبقار والكشف عن الأمراض أو الحالات الصحية غير الطبيعية في مراحلها المبكرة من أجل اتخاذ تدابير وقائية فورية. ويتيح اختراعه إمكانية مراقبة صحة الحيوانات في الوقت الفعلي، علاوة على مساعدته في تحسين إنتاجيتها.
أما المتسابق البحريني، عامر العنزي، فقد قاده شغفه برياضة الصيد بالصقور – المقناص - إلى اختراع جهاز لتدريب هذه الطيور المدهشة، يتألف من وحدة اتصالات ونظام قياس عن بعد لجمع البيانات حول السرعة والموقع وذراع آلية لمحاكاة إيماءات يد خبير مقناص بشري. ويسعى العنزي من خلال هذا الاختراع لإحداث نقلة نوعية في رياضة الصيد بالصقور، واستخدامه ليجعل هذه الرياضة في متناول قاعدة كبيرة من عشاق رياضة الصيد بالصقور من خلال الرقمنة.
وفي حديثه عن هذا الاختراع، أكد علي بن خاتم المحشادي، رئيس جمعية القناص القطرية، على اهتمام الجمعية بتشجيع الابتكارات التي طرحها برنامج "نجوم العلوم" في مجال الرياضات التقليدية. وقال: "إن المحافظة على تقاليدنا العريقة وإحياءها يتطلب منّا أيضًا مواكبة التغييرات في الوقت الحاضر. بالنسبة لنا، يعني ذلك أن نكون أكثر مراعاة للمسائل ذات الصلة بالمعاملة الحسنة للحيوانات وضمان أعلى مستويات السلامة في رياضاتنا المختلفة. وقد تطرق برنامج "نجوم العلوم" عبر مواسمه المختلفة لهذه القضية وحاول تقديم حلول لها".
والجدير بالذكر أن جمعية القناص القطرية تعتبر جمعية ثقافية متخصصة بشؤون القنص والقناصين، ومقرها الدوحة، وتحرص على تشجيع الأبحاث العلمية في مجال الصيد الذي يشكل تقليدًا عريقًا في العالم العربي.
وليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها المتسابقون الذكاء الاصطناعي، فقد سبق لهم استخدام هذه التقنية لتحسين مستويات سلامة الحيوانات خلال المواسم السابقة من برنامج "نجوم العلوم". وخلال الموسم الثالث عشر تحديدًا، قدم المهندس العماني، مروان الجوهري، نموذجًا عن الدور المهم لتقنيات الذكاء الاصطناعي في إيجاد حلول للتحديات الخاصة بمنطقتنا، من خلال تطوير جهاز مزوّد بتقنية البلوتوث، يسهم في تقليل الحوادث المرورية التي تسببها الإبل الضالة.
أما الدكتور يوسف فرمي، وهو متسابق جزائري شارك في الموسم الرابع عشر من البرنامج، فقد عمل على تطوير طريقة آمنة وإنسانية لاستخراج سمّ العقرب، ليحدث نقلة نوعية في الطرق المعتادة لاستخراج هذا السمّ لأغراض طبية. ويعتقد يوسف أن اختراعه سيصبح معيارًا لاستخراج السم في جميع أنحاء العالم.
وفي معرض تعليقه على دور برنامج "نجوم العلوم" في تشجيع استخدام التقنيات الحديثة في أساليب تربية الحيوانات التقليدية، قال فرانسيس هيغينز، مدير الاتصالات والاستدامة لدى شركة "بلدنا"، أكبر شركة أغذية ومنتجات ألبان في قطر: "برز قطاع الزراعة وتربية الحيوانات بطريقة مستدامة كأحد محركات الابتكار، ليعكس الحاجة الملحّة للتعامل مع المخاوف البيئية وتعزيز استدامة وأمن الغذاء في منطقة الشرق الأوسط. ومن المثير للإعجاب أن نرى كيف يعمل المتسابقون في برنامج "نجوم العلوم" على تسخير التكنولوجيا والإبداع من أجل ابتكار حلول تعزز النمو في المجال الزراعي".