دبي ، الامارات العربية المتحدة
استضافت إنغرو للأسمدة، إحدى الشركات التابعة لمجموعة "إنغرو كوربوريشن" الباكستانية الرائدة، جلسة نقاشية مثمرة حول الأمن الغذائي الإقليمي وفرص الشراكة في القطاع الزراعي مع باكستان في اكسبو دبي 2020.
سلّطت الجلسة الضوء على الدور الريادي لدول الخليج، لا سيما دولة الإمارات العربية المتحدة، في ضمان الأمن الغذائي للمنطقة بأسرها، نظراً للتحديات المتنامية التي يفرضها غياب الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الوقت الحاضر، حيث وصلت حصة المنطقة من الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي فيها إلى 20 بالمئة، وهي نسبة مرتفعة جداً مقارنة بنسبة سكانها من إجمالي عدد سكان العالم عند 6 بالمئة.
وتسوء الأوضاع في المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة مثل اليمن وسوريا، في حين شهد العراق أيضاً ارتفاعاً في انعدام الأمن الغذائي جرّاء النزاعات المتكررة وتقلّب أسعار النفط العالمية.
يتصدر التغير المناخي قائمة التحديات الكبرى التي تؤثر على الزراعة المحلية، حيث يعيش نصف سكان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحت ظروف الإجهاد المائي، بينما لا تواكب معدلات الإنتاج الزراعي الزيادة السكانية، باستثناء مصر التي تحقق مكتسبات إنتاجية أعلى من المعدل العالمي.
فضلاً عن ذلك، تعتمد المنطقة على الواردات الغذائية بصورة كبيرة، لا سيما واردات القمح وغيرها من الحبوب الأساسية، بحيث تستورد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نصف غذائها من الخارج، وتصل هذه النسبة إلى 90 بالمئة في دول مجلس التعاون.
ذكر الخبراء أن عقد الشراكات في القطاع الزراعي مع الدول غنية الموارد مثل باكستان قد يتيح الفرصة أمام المنطقة للاستفادة من الناتج الزراعي المحسّن للتغلب على تحديات الأمن الغذائي، ومع التركيز أكثر على الأبحاث والتقنيات الزراعية الحديثة ورفع جودة البذور والاستخدام المتوازن للأسمدة ورفع سوية البنية التحتية ضمن سلسلة القيمة الزراعية، يمكن لباكستان رفع مستوى الإنتاج لتلبية احتياجاتها المحلية واحتياجات منطقة الخليج.
وبحسب ما جاء على لسان السيد نادر قريشي، الرئيس التنفيذي لشركة إنغرو للأسمدة: "لدينا رؤية مستقبلية وقناعة راسخة بأن تطوير سلسلة القيمة الزراعية الباكستانية قد يلبي احتياجات الأمن الغذائي ليس لباكستان فحسب، بل لمنطقة الخليج بأكملها. ونأمل أن تمثّل هذه الفعالية خطوةً أولى لتشجيع دولة باكستان وشركة إنغرو والجهات المعنية الخليجية للعمل معاً على تطوير حلول مبتكرة وتوسيع مجال الشراكات الدولية في القطاع الزراعي، ونتطلع إلى لعب دورنا في تعميق أواصر العلاقات بين المنطقتين للمساعدة على حل واحدة من أكثر القضايا إلحاحاً في الوقت الحالي".
طُرحت حلول أخرى لتحسين الأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مثل رفع كفاءة استيراد الأغذية وتخزينها، والاستثمار في الممارسات والتقنيات الحديثة وتصميم نماذج مالية مبتكرة للاستفادة من استثمارات القطاع الخاص في القطاع الزراعي.
واختُممت الجلسة أعمالها بالتأكيد على دور الرؤية السليمة والقيادة الرشيدة في المنطقة للتغلب على حالة عدم الاستقرار التي يشهدها الأمن الغذائي فيها، وعبّر المشاركون في الجلسة عن أملهم في أن تقود القيادة الخليجية المساعي الهادفة لتحقيق الأمن الغذائي من خلال الحلول المبتكرة.
استضافت الجلسة نخبة من الخبراء الزراعيين من مختلف دول العالم مثل د. عبد الراشد (الحائز على جائزة الرابطة الدولية لصناعة الأسمدة)، وتشارلز شنايدر (مؤسسة التمويل الدولية)، وأيمن العوضي (ذا كوربرت جروب، الإمارات)، ووسيم الحلبي (فودكو الوطنية للمواد الغذائية ش م ع)، وفريدريك فافري (ماس سيدس، فرنسا) وخوسرو نادر جيلاني (إنغرو للأسمدة)، والأستاذ الدكتور منير جميل الروسان (عضو الهيئة التدريسية وعميد جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية).
Facebook Conversations
Disqus Conversations